7أو أصيب بفقد أهل أو ولد خطفتهم يد المنون فإنه يحزن وقد ينهار وينتهي إلىٰ أمر مكروه، وقد يتماسك ويصبر أمام ذلك، وازاء كلّ رزءٍ مهما جلّ شأنه .. وهذا موقف نال إعجاب الشريعة المقدسة وأشادت به، وجعلت له ثواباً عظيماً، ثواب الصابرين.
ولا يضرُّ بموقفه هذا، ولا يخلّ بصبره وثوابه إن ذرف دموعه، لأن البكاء الذي يلوذ به المصاب فيه خروج عن مصابه وفيه تخفيف لوقعه على النفس وثقله عليها .. فيه خروج أيضاً عن هموم الدنيا والقلق النفسي الذي ينوء به الإنسان، وقد يتحكم في مسيرة حياته .. كما أن في البكاء اطمئنان للنفس في عالمنا هذا المزدحم بالحوادث المؤلمة المفجعة .. يحتاج فيه الإنسان إلىٰ متنفس كالبكاء الذي يجد فيه خير وسيلة لإعادة النفس إلىٰ استقرارها، ليواصل جهاده وعمله ..
ثم ان البكاء على الميت لو كان عيباً ومكروهاً لما كان من صفات العظماء، فهذا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يبكي علىٰ ابنه ابراهيم، وكان إذا رأىٰ عمته صفية بنت عبد المطلب تبكي علىٰ أخيها حمزة بكىٰ وإذا نشجت ينشج، كما أنه إذا رأىٰ فاطمة تبكي بكىٰ، ولمّا رأىٰ حمزة قتيلاً بكىٰ، ولمّا رآه ومثّل به شهق ..
فالبكاء على الميت ليس مبغوضاً شرعاً، ولا ينافي الصبر أبداً، ولا يخالف الإيمان إذا كان مع الرضا والتسليم لقضاء اللّٰه وقدره،