6والذي يعنينا هو دراسته التي تقوم أساساً على السؤال التالي:
هل البكاء على الميّت أمر ممدوح شرعاً، أو أنه جزع مذموم وسوءُ ظنّ باللّٰه تعالىٰ وبما قدّر وقضىٰ؟
ويبدو أنّ هذا السؤال قائم على الشبهة المثارة من قبل بعض المسلمين، وهي تحريم البكاء على الميت .. وقد أثيرت هذه الشبهة في أوساطنا الإسلامية، ممّا جعلها تلازم أذهان البعض وكأن البكاء شيء حادث يخالف العقل السليم والطبيعة الإنسانية، لم تشر إليه النصوص الدينية ولم يبك النبي صلى الله عليه و آله وأهلُ بيته والصحابةُ والتابعون، ولم تملأ بذلك مصادرنا الروائية والتاريخية، وهو بالتالي بدعة دخلت حياة المسلمين يجب الوقوف ضدها واقتلاع جذورها ومحاربة المتمسكين بها!!
هذا الموقف ترك آثاراً سيئة على العلاقة بين المسلمين، بين الرافضين وهم قلّة، والمتمسكين بجواز البكاء على الميت وبالذات على الرسول وآله وهم الكثرة .. ممّا فتح المجال للمتربصين بالإسلام والمسلمين ليدلوا بدلوهم المملوء خبثاً وحقداً فيوسعوا من دائرة الخلاف ..
إنّ الأمر بعكس ما تخيّله الذين أثاروا شبهة تحريم البكاء، لأنهم نسوا فطرة اللّٰه تعالى التي أودعها في هذا الكائن الحي، الذي إن تحققت آماله فإنه يشعر بالسرور والفرح .. وإن أخفق في ذلك