6بل إنّه لم يتعرّض إلىٰ عمدة الأدلّة الموجودة في الصحاح و المسانيد المعتبرة،و إنما اقتصر علىٰ أحاديث الطبري،و حتّى أحاديث الطبري لم يوردها كلّها،و أغفل موارد الاستدلال منها...ثمّ جعل يناقش في أسانيد البعض الذي ذكره منها...و قد كان أهمّ الأسباب في ردّها كون الراوي شيعيّاً،مع أنّ كبار الأئمة كالبخاري و غيره يحتجّون برواية من جرحه الدكتور بالتشيّع،بل إنّ بعضهم مثل«خالد بن مخلَّد»يعدّ من كبار مشايخ البخاري...
علىٰ أنّ أعلام الحفّاظ كالحافظ الذهبي و الحافظ ابن حجر العسقلاني يصرّحون بأنّ التشيّع لا يضرّ...
فما معنىٰ«التشيع»عندهم؟
قال الحافظ ابن حجر:«و التشيّع محبّة علي و تقديمه على الصحابة،فمن قدّمه علىٰ أبي بكر و عمر فهو غال في تشيّعه و يطلق عليه رافضي و إلّا فشيعي، فإن انضاف إلىٰ ذلك السبُّ أو التصريح بالبغض فغال في الرفض،و إنْ اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشدّ في الغلو» 1.
و القائلون بتقديم أمير المؤمنين علي علىٰ أبي بكر و عمر-فضلاً عن عثمان- في الصحابة و التابعين كثيرون.
فمن الصحابة من ذكرهم الحافظ ابن عبد البر القرطبي في(الاستيعاب) حيث قال:
«و روي عن سلمان،و أبي ذر،و المقداد،و خباب،و جابر،و أبي سعيد الخدري،و زيد بن الأرقم:أنّ علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه أوّل من أسلم.