10عدي و قال:كان غالياً في التشيّع.و قال السعدي:زائغ مجاهر.
فلقائل أن يقول:كيف ساغ توثيق مبتدع،و حدّ الثقة العدالة و الإتقان؟ فكيف يكون عدلاً مَن هو صاحب بدعة؟
و جوابه:إن البدعة علىٰ ضربين،فبدعة صغرى كغلوّ التشيّع أو كالتشيّع بلا غلوّ و لا تحرّق،فهذا كثير في التابعين و تابعيهم مع الدين و الورع و الصدق.
فلو ردّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية،و هذه مفسدة بيّنة...» 1.
لكنّ بعض المتعصّبين يقدحون في الرجل إذا كان شيعيّاً و يكرهون الرواية عنه،و يعبّرون عنه بعباراتٍ شنيعة،بل حتىٰ و إنْ كان من الصحابة،مع أنّ المشهور بينهم-بل ادّعي عليه الإجماع-عدالة الصحابة أجمعين،و إليك نموذجاً من ذلك:
قال الحافظ ابن حجر:«ع-عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي المكي،أثبت مسلم و غيره له الصحبة-و قال أبو علي ابن السكن:روي عنه رؤيته لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه [ و آله] و سلّم من وجوهٍ ثابتة،و لم يرو عنه من وجهٍ ثابت سماعه.و روى البخاري في التاريخ الأوسط عنه أنه قال:أدركت ثمان سنين من حياة النبي صلى اللّٰه عليه [ و آله] و سلّم.و قال ابن عدي:له صحبة،و كان الخوارج يرمونه باتّصاله بعلي و قوله بفضله و فضل أهل بيته،و ليس بحديثه بأس.و قال ابن المديني:قلت لجرير:أ كان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل؟قال:نعم.و قال:صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه:مكي ثقة.و كذا قال ابن سعد و زاد:كان متشيّعاً.قلت:أساء أبو محمّد ابن حزم فضعّف