229أن يكون عامّا في جميع التكاليف، و يحتمل أن يكون خاصّا فيما يتعلّق بالحجّ، و عن زيد بن أسلم: الحرمات خمس الكعبة الحرام، و المسجد الحرام، و البلد الحرام و الشهر الحرام، و المحرم حتّى يحلّ، فينبغي تعظيم المحرم أيضا بل جميع من هو مشتغل بالعبادة، و معنى التعظيم العلم بأنّها واجبة المراعاة و الحفظ، و القيام بمراعاتها.
«وَ أُحِلَّتْ لَكُمُ اَلْأَنْعٰامُ» يعني جميع الأنعام حلال «إِلاّٰ مٰا يُتْلىٰ عَلَيْكُمْ» آية تحريمه مثل قوله تعالى في سورة المائدة «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ اَلْمَيْتَةُ وَ اَلدَّمُ وَ لَحْمُ اَلْخِنْزِيرِ وَ مٰا أُهِلَّ لِغَيْرِ اَللّٰهِ بِهِ وَ اَلْمُنْخَنِقَةُ وَ اَلْمَوْقُوذَةُ وَ اَلْمُتَرَدِّيَةُ وَ اَلنَّطِيحَةُ وَ مٰا أَكَلَ اَلسَّبُعُ إِلاّٰ مٰا ذَكَّيْتُمْ وَ مٰا ذُبِحَ عَلَى اَلنُّصُبِ 1الآية و نحوها، و حاصله أنّ اللّه قد أحلّ لكم الأنعام كلّها إلاّ ما استثناه في كتابه، و يحتمل أن يجعل أعمّ أي إلاّ ما يعلّمكم أنّه حرام بأيّ وجه كان بإلهام و قرآن و كلام آخر، و نحو ذلك، فحافظوا على حدوده و إيّاكم أن تحرّموا ممّا أحلّ اللّه شيئا كتحريم عبدة الأوثان البحيرة و السائبة 2و غير ذلك و أن تحلّوا ممّا حرّم اللّه شيئا كاحلالهم أكل الموقوذة و الميتة و غير ذلك، هكذا في الكشّاف فدلّت على الحكم المذكور فيها «فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ» في مجمع البيان: أي اجتنبوا الرجس الّذي هو الأوثان فمن بيانيّة، و روى أصحابنا أنّ اللّعب بالشطرنج و النرد و سائر أنواع القمار من ذلك، و هو غير واضح، و كأنّ للوثن معنى آخر يصدق عليها حقيقة أو مجازا، و قيل إنّهم كانوا يلطخون الأوثان بدماء قرأ بينهم فسمّي ذلك رجسا «وَ اِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ» و هو الكذب و روى أصحابنا أنّه يدخل فيه الغنا 3و سائر الأقوال الملهية و روى أيمن بن حزيم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه قام خطيبا فقال: يا أيّها