42الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَلِأَمْرِكَ نَفْسَهُ ، وَ عَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ ، وَكَاشَفَ فِي الدُّعآءِ إلَيْكَ حَامَّتَهُ، وَحَارَبَ فِي رِضَاكَ اسْرَتَهُ، وَقَطَعَ فِيْ إحْياءِ دِينِكَ رَحِمَهُ، وَأقصَىٰ الأدْنَيْنَ عَلىٰ جُحُودِهِمْ ، وَقَرَّبَ الأقْصَيْنَ عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ ، وَوٰالَىٰ فِيكَ الأبْعَدِينَ ، وَعَادىٰ فِيكَ الأقْرَبِينَ، وَأدْأبَ نَفْسَهُ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِكَ، وَأَتْعَبَهَا بِالدُّعآءِ إلَى مِلَّتِكَ، وَشَغَلَهَا بِالنُّصْحِ لِأَهْلِ دَعْوَتِكَ، وَهَاجَرَ إلَىٰ بِلاَدِ الْغُرْبَةِ وَمحَلِّ النَّأيِ، عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ ،وَمَوْضِعِ رِجْلِهِ، وَمَسْقَطِ رَأسِهِ، وَمَأنَسِ نَفْسِهِ، إرَادَةً مِنْهُ لإعْزَازِ دِيْنِكَ ، واسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ بِكَ ، حَتّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِكَ ، وَاسْتَتَمَّ لَهُ مَا دَبَّرَ فِي أوْلِيآئِكَ ، فَنَهَدَ إلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِكَ، وَمُتَقَوِّياً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ ، فَغَزَاهُمْ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ، وَهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي بُحْبُوحَةِ قَرَارِهِمْ، حَتّىٰ ظَهَر أَمْرُكَ، وَعَلَتْ كَلِمَتُكَ اللَهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَىٰ