11وممّا يدلّ على ذلك (دلالةً قويّةً) ما ورد بطريقين مختلفين في أبواب الذبح عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه عن جدّهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أنّه قال:
«انّما جعل هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم» . 1
وإذا تأملّت في هذه الرواية علمت أنّ الأضاحي التي تؤتىٰ بها في الحج حالياً (ولا تصرف لإطعام الفقراء وإشباعهم) خارجة عن نطاق أوامر الشرع!
والرواية وان ذكرها صاحب الوسائل في أبواب الأضحية المستحبّة، ولكن مفادها عام يشمل الجميع.
دفع شبهة مطلوبية مجرّد إراقة الدم
إن قيل: هناك روايات تدل على مطلوبية مجرد إراقة الدم، مثل ما رواه شريح بن هاني عن علي عليه السلام أنّه قال:
«لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا وضحّوا، إنّه ليغفر لصاحب الأضحية عند أوّل قطرة تقطر من دمها» 2ومارواه بشر بن زيد قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لفاطمة عليها السلام:
«اشهدي ذبح ذبيحتك، فإنّ أول قطرة منها يغفر اللّٰه بها كلّ خطيئة عليك إلى أن قال هذا للمسلمين عامّة» . 3
قلنا: التمسّك بمثل هذه الرّوايات لمطلوبية مجرّد إراقة الدم واعتبار الموضوعية لها، كما ترى، لأنّ كلّ من ألمّ بفنون الكلام عرف أنّ مثل هذا التعبير كناية عن سرعة أثر الأضحية للمضحّي بلا فصل ومن دون مهملة،