174البعد السياسى في الحج و تجلى الاستقلال الثقافى فيه بحيث لا سيطرة لأحد من الكفار و المشركين على احد من المسلمين و هذا الهتاف البارق انما يتحقق في الساهرة التى اتاها الناس مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ليبلغ الشاهد منهم الغائب فينتشر في العالم نشر رائحة المسك.
فهل هذا الا تمثل الحكومة الاسلامية باعلى مراتبها في الحج و هل يمكن طرد صناديد الالحاد و تحطيم صياصيهم الا في ضوء الحكومة الاسلامية فلو لا حضور السياسة الاسلامية في ساهرة العرفات و المنى الذين فسر بهماالحج الاكبرلما امكن اعلام التبرى من عمال الجور و عبدة الطاغوت و لو لا ولاية المؤمنين بعضهم مع بعضهم و مبايعتهم لمن هو وليهم المنصوب من اللّه او الماذون من قبل اولياء اللّه و صيرورتهم يدا واحدة على من سواهم لما ينشر اعلان العداوة و البغضاء تجاه هؤلاء الجبابرة الذين اهمتهم انفسهم و يأكلون و يتمتعون وَ يُلْهِهِمُ اَلْأَمَلُ و لو لا الاقتدار المتشكل السائس لما امكن دفع هؤلاء الاكاسرة و القياصرة و لو لا دفعهم لَهُدِّمَتْ صَوٰامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَوٰاتٌ وَ مَسٰاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اِسْمُ اَللّٰهِ فلو لا الحج لاندرست تلك المراكز العبادية رأسا و لو لا تلك المراكز العبادية لفسدت الارض وَ لَوْ لاٰ دَفْعُ اَللّٰهِ اَلنّٰاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ اَلْأَرْضُ .
و الحاصل ان التجلى التام في تلبية النداء الالهى انما هو في الحج الاكبر و هو ايام العرفة و التشريق و البرنامج البالغ حينذاك هو اعلام التبرى و البغضاء قبال الكفار و المشركين و هذا لا ينتشر بدون الحكومة الاسلامية التى يمثلها الحج اتم تمثل و يقررها الكعبة البيت الحرام التى جعلها اللّه قِيٰاماً لِلنّٰاسِ اتم تقرير و من الواضح ان الناس الذين لا حكومة لهم يكونون فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ فاين لهم ان يقوموا بالقسط قبال القاسطين و ان يقوموا بالعدل قبال الظالمين و ان يقاتلوا في سبيل اللّه صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ .