173بنفسه اى شرك حيث قال تعالى «وَ لَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَ اِجْتَنِبُوا اَلطّٰاغُوتَ» 1و معنى اجتناب الطاغوت هو جعله في جانب و حيز على حدة ثم الاستقرار في جانب و حيز آخر منفك عنه حتى يصدق الاجتناب و يصدق كونه منحازا و اما عند الالتقاط و الاختلاط فلا مجال لصدق الاجتناب.
و ليس مفاد هذه الكريمة اثبات امرين بالاستقلال احدهما لزوم عبادة اللّه و ثانيها طرد الطاغوت بل مفادها التنبه بما فطر الناس عليه و هو التوحيد و عبادة اللّه التى يطرد بنفسه الطغيان و يدفعه كما ان اَلصَّلاٰةَ تَنْهىٰ عَنِ اَلْفَحْشٰاءِ وَ اَلْمُنْكَرِ في العبادة الفرعية كك التوحيد ينفى الطاغوت في العبادة الاصلية و من هنا يقال ان لفظة (الا) في الكلمة الطيبة اعنى لا إله الا اللّه بمعنى غير لا بمعنى الاستثناء يعنى ان مفادها هو نفى الآلهة التى تكون غير اللّه الذى يخضع له الرقاب و يسجد له من في السماوات و الارض.
و هذا الطرد و النفى ليس مجرد الاعتقاد القلبى او الذكر القالبى بل هو اعلام انزجار و نداء تبرأ و هتاف براءة و صيحة خاطفة تجاه الطغاة اللئام في البعد السياسى و غيره و هذا المعنى انما يتحقق في الحج حيث انه موضع اعلام و اذان بان الإسلام برى من الشرك و ان المسلمين تبرّءون من المشركين و ان لا ولاية بين اهل الإسلام و اهل الشرك كما يدل عليه قوله تعالى «وَ أَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى اَلنّٰاسِ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ أَنَّ اَللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اَللّٰهِ» 2اذ مفاد هذه الاية كما تقدم سابقا هو تبلور