171و السر في قوله عليه السلام ان هذا البيت انما وضع للحج هو ما تبين في ثنايا البحوث المارة من انه بيت عتيق يدرس الحرية و الانعتاق من كل هوى وردى داخلى او خارجى و انه بيت اسس على التوحيد يدرس نفى الشرك الجلى و الخفى و انه بيت طاهر يدرس الطهارة عن كل رجس و قذارة و انه بيت سواء العاكف فيه و الباد فيدرس المساواة بين الابيض و الاسود و يعلمهم انهم سواسية كأسنان المشط و ماله من سائر المآثر القيمة التى توجب على الناس شد الرحال اليه و ان تركوه قصورا او تقصيرا يجب على والى المسلمين ان يسد خلقهم ان قصروا و ان يجبرهم ان قصروا حتى يأتوه و يطوفوا حوله و لا يتركوه و هذا هو الحكومة الاسلامية التى لها حاكم عال و بيده بيت مال المسلمين.
اضف الى ذلك قوله عليه السلام و لو تركوا زيارة النّبيّ صلى اللّه عليه و آله الخ حيث يظهر منه ان زيارته (ص) تجديد ميثاق و مبايعة لتحكيم الحكومة الاسلامية.
و الشاهد الثالث على ان الحج ممثل للحكومة الاسلامية
ما قاله مولانا محمد بن على الباقر عليه السلام انما امر الناس ان يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم و يعرضوا علينا نصرهم 1حيث يدل على ان الحج عبارة عن الطواف و السعى و الرمى و نحو ذلك مما له مساس بالاحجار التى لا تضر من تركها و لا تنفع من اتاها و عبارة عن لقاء الامام (تمام الحج لقاء الامام) و اتيانه و اعلامه الولاية و عرض النصر و الاطاعة الذى هو لب الحج و مغزى العمرة و لباب الكعبة فلو لا الحكومة و الولاية بمعنى السياسة لما احتيج الى اخبار الولاية و عرض النصرة.