170ربهم اماما واحدا يطيعونه و يسلمون له و حاشا الإسلام الذى يقول «اذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا احدكم» يتركهم سدى و لا يعين الآمر الحاكم على هؤلاء الجم الغفير الذين يسيحون اقطار الارض و آفاق السماء و يطئون البلاد و يطئون البرارى و الصحارى و يسبحون البحار و يطيرون في السماء و بالجملة «عَلىٰ كُلِّ ضٰامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» و يدع هؤلاء و اهوائهم و امانيهمكل يجر النار الى قرصهفاين قول على عليه السلام و نظم امركم.
و الحج له خصيصة لا توجد في غيره لان الجماعة الصغيرة المتحققه بالاثنين في الصلوات اليوميةالاثنان و ما فوقهما جماعةيتكامل بالجماعة الوسطى التى لا تتحقق الا بالسبع او الخمس في صلاة الجمعة التى اذا نودى مِنْ يَوْمِ اَلْجُمُعَةِ يسعون إِلىٰ ذِكْرِ اَللّٰهِ و يذرون البيع و يجيبون ندائها على بعد ستة اميال و لا يقيمون جمعة اخرى على مسافة ثلاثة اميال ثم يتكامل ذلك بالجماعة الكبرى التى لا حد لها في الحج فهل يمكن ان لا يكون لذلك سياسة خاصة تسوسهم في معاملاتهم و تضارب آرائهم و فصل خصوماتهم و كيفية معيشتهم و الرابطة التى بينهم بعضا الى بعض و الارتباط المتصور بينهم و بين غيرهم من الملل الاخرى.
و الشاهد الثانى على ان الحج ممثل للحكومة الاسلامية
و ان لها تأثيرا في بقائه و تكرره هو ما قاله مولانا الصادق عليه السلام «لو عطل الناس الحج لوجب على الامام ان يجبرهم على الحج ان شاءوا و ان ابوا فان هذا البيت وضع للحج و كذا قال عليه السلام و لو تركوا زيارة النّبيّ صلى اللّه عليه و آله لكان على الوالى ان يجبرهم على ذلك و على المقام عنده فان لم يكن لهم اموال انفق عليهم من بيت مال المسلمين» . 1