144حرمتها و عزتها هل هى بما انها كعبة و بيت خاص في مكان مخصوص حرام و عزيز او ذلك بما انها مثال للحق و مجلى لظهوره و وعاء للوعى و مهبط للوحى و غير ذلك مما يحيى الحق و يموت الباطل؟ و الحاصل هل حرمتها لذاتها او لظهور الحق منها؟
و ليعلم ان مما قام البرهان العقلى عليه هو لزوم انتهاء ما بالعرض الى ما بالذات دفعا للتسلسل و صونا عن الدور و من ذلك ما يشاهد في القرآن الكريم انه و ان ينطق بان العزة للّه وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ و لكن يهتف بان عزة غير اللّه تعالى ينتهى الى عزته حيث يقول العزة للّه تعالى و هكذا في القوة حيث ينطق بقوله تعالى «خُذُوا مٰا آتَيْنٰاكُمْ بِقُوَّةٍ» 1و بقوله «يٰا يَحْيىٰ خُذِ اَلْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ» 2و بقوله «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ» 3و بقوله «إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ» 4و ما الى غير ذلك و لكنه ينادى باعلى صوته «أَنَّ اَلْقُوَّةَ لِلّٰهِ جَمِيعاً» 5و هكذا في الشفاعة و نحوها من الامور الوجودية حيث انها برمتها تنتهى الى الحق الذى لَهُ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ بالذات.
و مما يتفرع على هذا الاصل الذى توافق فيه البرهان و القرآن هو لزوم انتهاء ما للكعبة من الحرمة و العزة الى حرمة الحق و عزته بحيث لو دار الامر بين هدم الكعبة و تخريبها و هدم الحق يلزم هدم الكعبة تضحية للحق و فداء له للزوم تضحية ما بالعرض وقاية لما بالذات. و لنشر الى نبذ من ذلك فنقول: ان للحرم احكاما تحكى عزته و تدل على فضله من