141كك الإسلام الممثل و هو الكعبة لا يعلى عليه بناء و حيث انها قيام للناس جعلت في وسط الارض ليكون الفرض لأهل الشرق و الغرب سواء 1و حيث انه لا شيء احب عند اللّه من الإسلام و هو متمثل في الكعبة فلا بقعة في الارض احب الى اللّه منها و لذا ورد عن مولانا الصادق عليه السلام «ان اللّه اختار من كل شيء شيئا و اختار من الارض موضع الكعبة» 2.
و السر في ذلك كله هو ان الكعبة مثال للعرش الذى منه تدبير الاشياء كلها و مؤسسة على التوحيد المحض و مبنية و مرفوعة على الخلوص و طاهرة عن لوث الشرك لا يطوف حولها الا الطاهرون و اقدم بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ و ميزان الحرية و مثابة للناس و امن لهم و قيام للناس بالقسط و العدل و لذلك يقوم الدين ما قامت الكعبة و لا جله لم يختص بقوم دون قوم و ليس قبيلة اولى بها من قبيلة بل و لذلك لم يحكم في شيء من الفضائل المارة بانها اى الكعبة مثابة للمؤمنين او قيام لهم و لم يخاطب المؤمنون بتعظيمها و نحو ذلك بل الخطاب او محور الكلام في ذلك كله هو الناس بالعموم و الاطلاق من دون اى وصف و قيد كما تقدم مبسوطا.
و من اهم مظاهر تلك السعة و الدعوة البالغة و النداء العالمى هو الحج حيث قال تعالى: «وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» 3حيث لم يقل يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الحج او اقيموا الحج و نحو ذلك مما ورد في الصوم و الصلاة، بل اللسان العالمى قد نادى