140فليقصد هذا البيت و ليجعله اماما يأتم به و قدوة يقتدى بها و مقصدا يطلبه لان في ضوئها خير الدنيا و الآخرة لان في قيامها قيام الدين و بقيام الدين ينتفع في الدارين و من اهم مظاهر الائتمام بالكعبة هو الحج بمناسكه و الطواف حولها باشراطها و الهدى البالغ اياها و نحو ذلك.
و مما تقدم تبين سرما ورد عن النّبيّ صلى اللّه على و آله من ان:
«أيسر ما يعطى من ينظر الى الكعبة ان يعطيه اللّه بكل نظرة حسنة و يمحى عنه سيئة و يرفع له درجة» 1و عن مولانا الصادق عليه السلام النظر الى الكعبة عبادة 2و هكذا ما ورد عنه عليه السلام من التبرك بثياب الكعبة يجعلها للمصاحف 3و غير ذلك و ان الدخول فيها (اى في الكعبة) دخول في رحمة اللّه و الخروج منها خروج من الذنوب معصوم فيما بقى من عمره مغفور له ما سلف من ذنوبه و ان الداخل فيها يدخل و اللّه راض عنه و يخرج عطلا من الذنوب.
و هكذا ما ورد عن مولانا على بن أبي طالب عليه السلام. . . «و اللّه اللّه في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم فانه ان ترك لم تناظروا» 4لان ترك بيت اللّه و هجره بمنزلة سقوط العماد الذى يسقط معه المتكى به فينكب عن الصراط «عَنِ اَلصِّرٰاطِ لَنٰاكِبُونَ» 5و يهوى و يسقط «وَ لاٰ تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوىٰ» 6و ما ورد عن مولانا محمد بن على الباقر عليه السلام: «لا ينبغى لأحد ان يرفع بناء فوق الكعبة» 7فكما ان الإسلام يعلو و لا يعلى عليه