120و كفى للحج بماله من الاحكام و الحكم فضلا ان ادعية شهر رمضان مشحونة بطلبه من اللّه بحيث لو قيل بان صيام ذاك الشهر و دعوات لياليه و نجاوى اسحاره و اوراد ايامه مقدمة معدة له و لا دراك ما ورد من ان تسبيحة بمكة يعدل خراج العراقين ينفق في سبيل اللّه 1و الساجد بمكة كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه 2و من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و يرى منزله من الجنة 3و ان النظر الى الكعبة حبا لها يهدم الخطايا هدما 4لما كان جزافا من القول.
و حيث ان اللّه ولى كل نعمة لما قال تعالى: وَ مٰا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اَللّٰهِ 5و هو الذى أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظٰاهِرَةً وَ بٰاطِنَةً ، فله الحمد تعالى في تأليف تلك الاحكام و تصنيف هذه الحكم، و له الشكر في تعريف تلك المناسك و تروية هذه المشارب و له الثناء في تنميق تلك المباحث و تحقيق هذه المعارف و له المجد في عبقرية ذاك التعليم الموضون و رفرفة هذه التزكية المنضودة المشار اليهما في كلام محمد بن على الباقر عليهما السلام في حديث: ان الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النّبيّ صلى اللّه عليه و آله 6حيث اشار عليه السلام الى الجمع بين الفقهين لان الجامع بينهما هو المؤمن الذى قال عليه السلام فيه انه لا ينجسه شيء 7و هو المؤمن الذى قال في حقه مولانا الصادق عليه السلام لو كشف الغطاء عن الناس فنظروا الى وصل ما بين اللّه و بين المؤمن خضعت للمؤمن رقابهم و