22آدم يرى المروة من فوق الصفا ، فلمّا انتهى إلى موضع الوادي غابت عنه المروة ، فسعى في الوادي حذراً لما لم ير المروة مخافة أن يكون قد ضلَّ عن طريقه ، فلمّا أن جاز الوادي و ارتفع عنه نظر إلى المروة فمشى حتّى انتهى إلى المروة ، فصعد عليها فسلّم على حوّاء ، ثمّ أقبلا بوجههما نحو موضع الترعة ينظران هل رفع قواعد البيت و يسألان اللّٰه أن يردَّهما إلى مكانهما حتّى هبط من المروة ، فرجع إلى الصفا فقام عليه ، و أقبل بوجهه نحو موضع الترعة فدعا اللّٰه .
ثمّ إنّه اشتاق إلى حوّاء فهبط من الصفا يريد المروة ، ففعل مثل ما فعله في المرّة الأولىٰ ، ثمّ رجع إلى الصفا ففعل عليه مثل ما فعل في المرّة الأولىٰ ثمّ إنّه هبط من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في المرّتين الأوليين ، ثمّ رجع إلى الصفا فقام عليه و دعا اللّٰه أن يجمع بينه و بين زوجته حوّاء .
قال : فكان ذهاب آدم من الصفا إلى المروة ثلاث مرّات و رجوعه ثلاث مرّات ، فذلك ستّة أشواط ، فلمّا أن دعيا اللّٰه و بكيا إليه و سألاه أن يجمع بينهما استجاب اللّٰه لهما من ساعتهما من يومهما ذلك مع زوال الشمس ، فأتاه جبرئيل و هو على الصفا واقفٌ يدعو اللّٰه مقبلاً بوجهه نحو التّرعة ، فقال له جبرئيل عليه السلام : انزل يا آدم من الصفا فالحق بحوّاء ، فنزل آدم من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في الثلاث المرّات حتّى انتهى إلى المروة ، فصعد عليها و أخبر حوّاء بما أخبره جبرئيل عليه السلام ، ففرحا بذلك فرحاً شديداً و حمدا للّٰه و شكراه ، فلذلك جرت السنّة بالسعي بين الصفا و المروة ، و لذلك قال اللّٰه : «Bإِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمٰا » 1.
ثمّ إنّ جبرئيل أتاهما فأنزلهما من المروة و أخبرهما أنّ الجبار تبارك و تعالى قد