21فهبطت الملائكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين و العتاة ، و يطوفون حول أركان البيت و الخيمة كلّ يوم و ليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور ، قال : و أركان البيت الحرام في الأرض حيال البيت المعمور الذي في السماء .
قال : ثمّ انّ اللّٰه أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك أن اهبط إلى آدم و حوّاء فنحّهما عن مواضع قواعد بيتي ، لأنّي أُريد أن أهبط في ظلال من ملائكتي إلى أرضي 1 فارفع أركان بيتي لملائكتي و لخلقي من ولد آدم ، قال : فهبط جبرئيل على آدم و حوّاء فأخرجهما من الخيمة نحّاهما عن ترعة البيت الحرام ، و نحّى الخيمة عن موضع الترعة ، قال : و وضع آدم على الصفا و وضع حوّاء على المروة و رفع الخيمة إلى السماء .
فقال آدم و حواء : يا جبرئيل أ بسخط من اللّٰه حوَّلتنا و فرَّقت بيننا أم برضًا تقديراً من اللّٰه علينا ؟ فقال لهما : لم يكن ذلك سخطاً من اللّٰه عليكما و لكنّ اللّٰه لا يُسأل عمّا يفعل ، يا آدم إنّ السبعين ألف ملك الذين أنزلهم اللّٰه إلى الأرض ليؤنسوك و يطوفون حول أركان البيت و الخيمة ، سألوا اللّٰه أن يبني لهم مكان الخيمة بيتاً على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور ، فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور ، فأوحى اللّٰه إليَّ أن أنحّيك و حوّاء و أرفع الخيمة إلى السماء .
فقال آدم : رضينا بتقدير اللّٰه و نافذ أمره فينا ، فكان آدم على الصفا و حوّاء على المروة ؛ قال : فدخل آدم لفراق حوّاء وحشةٌ شديدةٌ و حزن ، قال : فهبط من الصفا يريد المروة شوقاً إلى حوّاء و ليسلّم عليها ، و كان فيما بين الصفا و المروة وادياً ، و كان