3
قال اللّٰه تعالى في كتابه المجيد «. . . وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ» .
الوجه الأوّل: التمسّك بذيل آية الحجّ في قوله تعالى . . . وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ 1فإنّ التعبير عن الترك بالكفر كاشف من أنّ منكره كافر.
و الجواب عنه أوّلاً: أنّ الآية الشريفة غير دالّة على أنّ منشأ الكفر هو إنكار الحجّ بل الظاهر من الآية الكريمة أن من كفر بسبب من أسبابه فيكون كفره منشأً لترك الحجّ طبعاً، و نظير ذلك قوله تعالى مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قٰالُوا لَمْ نَكُ مِنَ اَلْمُصَلِّينَ. وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ اَلْمِسْكِينَ. وَ كُنّٰا نَخُوضُ مَعَ اَلْخٰائِضِينَ. وَ كُنّٰا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ اَلدِّينِ 2فإنّ الآيات لا تدلّ على أنّ تارك الصّلاة أو مانع الزّكاة كافر، بل تدلّ على أنّ الكفر الحاصل بتكذيب يوم القيامة يكون منشأ لترك الصّلاة و ترك الزّكاة.
و ثانياً: أنّ الكفر في الآية فسّر بالترك في صحيح معاوية بن عمار «و عن قول اللّٰه عزّ و جلّ وَ مَنْ كَفَرَ يعني من ترك» 3.
و ثالثاً: لا يبعد أن يكون المراد بالكفر في المقام الكفر المقابل للشكر لا الكفر المقابل للإيمان، فيكون المعنى حينئذ من كفر بالنعمة و لم يشكر ما رزقه اللّٰه من نعمة الهداية و لم يعمل بوظيفته و لم يأت بالحج فإنّ اللّٰه غني عن العالمين.
الوجه الثّاني: صحيح علي بن جعفر على طريق الشيخ عن أخيه موسى (عليه السلام) قال: «إنّ اللّٰه عزّ و جلّ فرض الحجّ على أهل الجدة في كلّ عام و ذلك قوله عزّ و جلّ . . . وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ قال: قلت: فمن لم يحجّ منّا فقد كفر؟ قال: لا، و لكن من قال