1
الجزء الثامن و العشرون
[تتمة كتاب الحج]
وجوب الحجّ
يجب الحجّ على كلّ مكلّف جامع للشرائط الآتية و وجوبه ثابت بالكتاب و السنّة القطعيّة.
و الحجّ ركن من أركان الدِّين و وجوبه من الضروريّات (1)
لا ينبغي الرّيب و الإشكال في أنّ الحجّ من أوضح الواجبات الإلٰهيّة، و من أعظم الشعائر الإسلاميّة، و هو ركن من أركان الدِّين، و وجوبه من الضروريّات عند المسلمين، بل هو المعروف لدى بعض الأُمم السابقة، أقرّه الإسلام و لكن جعل له أحكاماً خاصّة تختلف عمّا سبق، و هو من أفضل الطاعات و القربات إلى اللّٰه تعالى و أهمّ العبادات، و قد صرّح الكتاب العزيز بوجوبه فقال عزّ من قائل:
. . . وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ
1
.
كما و أنّ الأخبار المتواترة صرّحت بذلك 2و في روايات كثيرة مذكورة في كتب الفريقين أنّ الإسلام بني على خمس و عدّ منها الحجّ.
ففي صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «بُني الإسلام على خمسة