23و هي و إن كانت متعرّضة بصدرها للصيد لا للذباحة، و لا يشترط فيه الاستقبال جزما، إلاّ أنّه يمكن دعوى إطلاق قوله تعالى وَ اُذْكُرُوا اِسْمَ اَللّٰهِ عَلَيْهِ في الذيل و شموله للصيد و لما يذبح منه إذا أدركه الصياد حيّا و لما يذبح ابتداء المبيّن في الآية السابقة لها حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ اَلْمَيْتَةُ . إِلاّٰ مٰا ذَكَّيْتُمْ 28فالذيل جملة مستقلّة مطلقة ترجع إلى كلّ ما يراد تذكيته سواء في ذلك ما يذبح أو ما يصاد من دون إدراكه حيّا أو مع إدراكه حيّا.
و لعلّ القرينة على هذا الإطلاق تأخير ذكره، فإنّه لو كان النظر إلى التسمية في الصيد خاصّة كان المناسب ذكره حين إرسال الجوارح، و الذي هو قبل تحقّق الإمساك منهن عادة، فالحاصل ظاهر هذه الجملة في ذيل هذه الآية النظر إلى مجموع ما بيّن في الآيتين: الآية الأولى المتعرّضة للذبح و الآية الثانية المتعرّضة للصيد، و أنّ التذكية منهما معا يكون بذكر اسم اللّه عليه كلّ بحسبه و ما عداه حرام، فيمكن التمسّك بإطلاقه لنفي شرطية الاستقبال زائدا على ذلك، و إلا كان يلزم ذكره أيضا.
3-قوله تعالى في سورة البقرة:
يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبٰاتِ مٰا رَزَقْنٰاكُمْ وَ اُشْكُرُوا لِلّٰهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيّٰاهُ تَعْبُدُونَ. إِنَّمٰا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ اَلْمَيْتَةَ وَ اَلدَّمَ وَ لَحْمَ اَلْخِنْزِيرِ وَ مٰا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اَللّٰهِ فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
29
.
وجه الدلالة: أنّها و إن ذكرت بالمطابقة حرمة ما أهلّ به لغير اللّهأي نودي عليه لغير اللّهو لكن حيث ذكرت ذلك بأدوات الحصر المستفاد من صدر الآية و ذيلها و من السياق و الأمر بأكل الطيبات في الآية الأولى، فلا محالة يستفاد منها حلّية ما عدا ذلك ممّا لم يذكر، و منه ما أهلّ به للّه من الذبائح و لو لم يستقبل به القبلة؛ لأنّه ليس مما أهلّ به لغير اللّه و لا الميتة و لا لحم الخنزير. و ما أهلّ به