44
العذاب أو الهلاكة على مجرّد الترك، فلاحظ.
(ثالثها) قوله تعالى «وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ» 1خصوصا مع ما ورد في بعض الروايات من تفسير الكفر بالترك.
ففي صحيح معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال اللّه: و للّه على الناس حجّ البيت من استطاع اليه سبيلا قال: هذا لمن كان عنده مال (الى أن قال) : و عن قوله اللّه عزّ و جل وَ مَنْ كَفَرَ يعني من ترك 2.
و التعبير بالكفر على مجرّد ترك عمل، دالّ على شدّة مطلوبيّة المتروك بحث يكون موجبا لاستحقاق العذاب الّذي هو أحد معرّفات الكبائر.
فما ورد في صحيح عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام في حديث قال: قلت: فمن لم يحجّ منّا فقد كفر؟ قال: لا و لكن من قال: ليس هذا هكذا فقد كفر 3فهو محمول على مراتب الكفر، فالإنكار موجب للكفر الظاهريّ و الترك موجب للكفر الباطني فلا منافاة و اللّه العالم.
(رابعها) الإجماع المدعي في الناصريات المعتضد بالشهرة المحقّقة و لا سيّما بين من تأخّر عن المحقّق (ره) .
قال علم الهدىعند قول الناصر: الأمر بالحجّ على التراخي-: الّذي يذهب إليه أصحابنا انّ الأمر بالحجّ على الفور و وافقنا على ذلك أبو يوسف و رواه عن أبي حنيفة، و وافق المزني عليه، و قال الشافعي: الحجّ على التراخي (انتهى) .
ثم استدلّ بالإجماع، و بكونه حقيقة في الفور في عرف الشرع كأصل