134أحد من أقاربها و محارمها، فلقد سئل الإمام الصادق عليه السّلام عن امرأة تريد الحج، و ليس معها محرم، هل يصلح لها الحج؟ قال: «نعم، إذا كانت مأمونة» . و قال قائل: بل يجب أن يسافر معها محرم، فإن لم يوجد حرم عليها السفر، حتى إلى الحج الواجب.
و ربما كان لهذا القول وجه يوم كان السفر طويلا، و الطريق مخوفا، أما اليوم حيث الأمن و الأمان، و التيسير و التسهيل في المواصلات فلا وجه له.
الدّين:
الدين تارة يكون للإنسان، و أخرى يكون عليه، فإن كان عليه، و استغرق جميع ما يفضل عن حاجته و حاجة عياله، بحيث إذا أداه لا يزيد شيئا عن حاجته، قدم الدين على الحج، و ان لم يستغرقه بكامله، بحيث يستطيع وفاء الدين و الحج دون أن ينقصه شيء أو يضر بحاله، وجب عليه أن يفي بهما معا، لعدم التضاد و المعارضة.
و إذا كان الدين له، لا عليه، و كان في غنى عنه، غير محتاج إلى صرفه في مؤنته و مؤنة عياله، فهل يجب عليه الحج، و الحال هذه، أو لا؟
الجواب:
إذا كان الدين مؤجلا لم يأت زمن وفائه بعد فلا يجب الحج، لعدم الاستطاعة، و إذا كان حالا فقيل: يجب الحج، حتى و لو كان المديون مماطلا، و احتاج تحصيله إلى الخصومات و المرافعات، و قيل لا يجب، و الحق ان هذا الدين إذا أمكن الحصول عليه بسهولة، بحيث لا يحتاج إلاّ لمجرد المطالبة، وجب الحج، لأن صاحب الدين يعد مستطيعا بالفعل، و إذا احتاج التحصيل إلى