221بعضها، فما عن الصدوق في العللمن أن الذي اعتمده و أفتي به أن الحج على أهل الجدة في كل عام فريضةواضح الضعف، و في محكي المنتهى «قد حكي عن بعض الناس الوجوب في كل سنة مرة، و هي حكاية لم تثبت، و مخالفة للإجماع و السنة» إلى آخره، أو محمول على ما حمل عليه بعض النصوص الموهمة لذلك- كخبر علي بن جعفر 1عن أخيه موسى (عليه السلام) «ان الله تعالى فرض الحج على أهل الجدة في كل عام، و ذلك قول الله عز و جل 2«وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ» قال: قلت:
«من لم يحج منا فقد كفر قال: لا، و لكن من قال: ليس هكذا فقد كفر» و خبر حذيفة بن منصور 3عن أبي عبد الله (عليه السلام) «الحج فرض على أهل الجدة في كل عام» و مرسل التميمي 4عنه (عليه السلام) أيضا «ان في كتاب الله عز و جل فيما أنزل الله وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ في كل عام مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً » -من إرادة الوجوب على البدل، بمعنى أن من وجب عليه الحج فلم يفعل في السنة الأولى وجب عليه في الثانية، و هكذا في كل عام، أو الندب أو تأكده أو غير ذلك، لأن ظاهرها مخالف لإجماع المسلمين كما اعترف به في المعتبر و غيره، لما عرفت من عدم الوجوب إلا مرة، فليس هو بعدها إلا مستحبا.