36أن ذكره : ( لا يصحّ، ولا يُعرف إلّا بهذا، مرسلٌ) 1.
وقال ابن حزم : ( وحديث معاذ الذي فيه : ( أجتهد رأيي ولا آلو) لا يصحّ، لأنّه لم يروه أحد إلّا الحارث بن عمرو، وهو مجهول، لا ندري من هو، عن رجال من أهل حمص لم يسمّهم، عن معاذ، وقد تقصينا أسانيد هذه الأحاديث كلّها في كتابنا ) 2 .
وقال الزيلعي : قال الترمذي: (هذا حديث لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وليس إسناده بمتصل) 3.
وأمّا من حيث الدلالة، فهو معارض بحديث آخر رواه ابن ماجة بسنده عن معاذ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « لا تقضينّ ولا تفصّلنّ إلّا بما تعلم. وإن أشكل عليك أمر فقف حتى تبيّنه أو تكتب إليّ فيه » 4.
ثالثاً : مدرسة أهل الحديث
كما يطلق عليها أيضاً مدرسة المدينة ، وبعبارة أخرى مدرسة الحجاز، فمن سمات هذه المدرسة أنّها وقفت عند النصّ في بناء الأحكام، ولم تتعمّق في البحث وراء العلل، ولم يجعلوا للاجتهاد والرأي في استنباط الأحكام محلّاً .
الخلاف بين المدرستين
لقد امتازت كلّ مدرسة بسمات ظاهرة كانت علماً عليها، إلّا أنّ المنافسة بين هاتين المدرستين - يعني مدرسة أهل الرأي ومدرسة أهل الحديث - كانت حامية الوطيس، فاتّسعت شقّة الخلاف بينهما، واحتدم النزاع، فكلّ تُعيبُ على الأخرى مسلكها في التشريع ، فكان أهل الحديث يُعيبون على أهل الرأي بأنّهم يتركون الأحاديث لأقيستهم والدين لا يقاس بالرأي. فاتّسعت شقّة الخلاف، واحتدم النزاع، وافترق أهل الفُتيا إلى