22وهل أخضعتها السلطة لمتابعتها؟ أو أنّها خضعت لأغراض الولاة؟.
سيتضح الجواب عن ذلك بعد قليل إن شاء الله تعالى.
وحريٌّ بنا أن نلمّ إلمامة سريعة بمراحل التشريع لمعرفة سبب الخلاف الجوهري الحاصل بين الطائفتين الإماميّة الاثني عشريّة وغيرهم من المذاهب الاسلامية .
مرحلة عصر التشريع
يمكن اعتبار عصر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم منذ البعثة حتى الرحلة، في عهديه المكي والمدني بمثابة النواة الأولى للتشريع، رغم أنّه لم تكن هناك حاجة إلى استعمال قواعد يسير عليها الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم في استنباط الأحكام من النصوص ما دام الوحي ينزل على صدره الشريف بكلّ شيء ، قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز : وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ* إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوىٰ 1، وقال تعالى : وَ نَزَّلْنٰا عَلَيْكَ الْكِتٰابَ تِبْيٰاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً 2، وقال تعالى : وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ طٰائِرٍ يَطِيرُ بِجَنٰاحَيْهِ إِلاّٰ أُمَمٌ أَمْثٰالُكُمْ مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ 3، وحتى إكمال الدين، فنزل الوحي بقوله تعالى : اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً 4.
فكان المسلمون يسألونه صلّى الله عليه وآله وسلّم عمّا يقع لهم من الحوادث وحُكم الله فيها، فيوضّحه لهم من خلال ما ينزل على صدره الشريف من الوحي القرآني ؛ لذا كانت عملية الاجتهاد عند الصحابة بمحضره صلّى الله عليه وآله وسلّم لا جدوى بها .