12المنافع لجميع من في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر ممّن يحجّ وممّن لم يحجّ، من بين تاجر وجالب ، وبايع ومشتري ، وكاسب ومسكين ، ومكاري وفقير، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه ، مع ما فيه من التفقّه، ونقل أخبار الأئمة عليهم السلام إلى كلّ صقع وناحية، كما قال الله عزّوجل : فَلَوْ لاٰ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ 1و لِيَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ 23.
أسباب الاختلاف بين المذاهب
لو راجعنا التاريخ، لوجدنا أنّ الاختلاف في وجهات النظر بين أبناء المجتمعات الإنسانية، بل ومطلق الرؤى أمراً من الاُمور الطبيعية في تلك المجتمعات، ما لم يصحبها هوى النفس، ومخالفة هدى العقل ، سواء أكان على مستوى الأحكام الفقهيّة، أم على المستويات الأخرى، سياسية كانت أم عَقَديّة أم تاريخية أم غيرها، حيث يحصل من خلال هذا النوع من الاختلاف التنافس في الخير، والابتعاد عن الشر، وقد قال الله تعالى: وَ لَوْ شٰاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّٰاسَ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ لاٰ يَزٰالُونَ مُخْتَلِفِينَ 4، وهو أحد معاني الأثر المروي عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : « اختلاف امتي رحمة » 5.
ولم يكن هذا الاختلاف محصوراً في عصر من العصور، أو منحصراً بين فِرَق ومذاهب معيّنة، تُعرف إحداهما بالشيعة والاخرى بالسُنّة، أو بالإماميّة واُخرى بالحنفيّة، وثالثة بالمالكيّة، ورابعة بالشافعيّة و... ، بل وقع الاختلاف بين الصحابة أنفسهم في عصر البعثة، وكذا فيما بعده من العصور، فكلّما بَعُد العصر عن عصر الرسالة