92فحفر بئراً وقال: هذه لأُمّ سعد. 1
لقد أخطأ محمّد بن عبد الوهّاب فادّعى أنّ المسلم إذا قال: هذه الصدقة للنبيّ أو للوليّ، فاللاّم فيها هي اللام الموجودة في قولنا: «نذرتُ لله» ولكن اشتبه عليه الأمر فإنّما يُراد منها الغاية، فالعمل لله، فلو قال: للنبيّ، يريد بها الجهة التي يُصرف فيها الصدقة من مصالح النبيّ(ص) في حياته ومماته.
وفي هذا الصّدد يقول العزامي - بعد ذكر قصة سعد -:
«اللام في «هذه لأُمّ سعد» هي اللام الداخلة على الجهة الّتي وُجّهت إليها الصدقة، لا على المعبود المتقرّب إليه، وهي كذلك في كلام المسلمين، فهم سعديُّون لا وثنيّون!
وهي كاللام في قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ لا كاللام في قوله سبحانه: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً... 2 أو في قول القائل: صلّيتُ لله ونَذَرْتُ لله، فإذا ذَبح للنبيّ أو الوليّ أو نَذَر الشيء له فهو لا يقصد إلاّ أن يتصدّق بذلك عنه، ويجعل ثوابه إليه، فيكون من هدايا الأحياء للأموات المشروعة المثاب على إهدائها، والمسألة مبسوطة في كتب الفقه وفي كتب الردّ على الرجل ومن شايعه». 3
وهكذا ظهر لك - أيّها القارئ - جواز النذر للأنبياء والأولياء، من دون أن يكون فيه شائبة شرك، فيُثاب به الناذر إن كان لله وذبح المنذور باسم الله، فقول القائل: «ذبحتُ للنبيّ» لا يريد أنّه ذبحه للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بل يريد أنّ الثواب له، كقول القائل:ذَبحتُ للضيف، بمعنى أنّ النفع والفائدة له، فهو السبب في حصول الذبح.
المسألة الخامسة: التبرّك بآثار الأنبياء
قد تعلّقت المشيئة الإلهية على إفاضة نعمه ومواهبه من خلال الأسباب، فتارة يكون السبب سبباً طبيعياً كالشمس والقمر والماء والنار، وأُخرى سبباً غير طبيعي كما هو الحال