91
المسألة الرابعة: النذر للنبي والإمام
النذر عبارة عن إلزام الإنسان نفسه بأداء شيء معيّن إذا تحقّق هدفه وقضيت حاجته، ويقول: لله عليّ أن أعطي مبلغاً معيّناً للفقراء إذا قضيت حاجتي، وقد مدح الله سبحانه عليّاً وفاطمة والحسن والحسين بقوله: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ 1.
فالنذر سنّة معروفة بين كافّة المسلمين، بل في العالم كلّه، وقد تعارف النذر لله وإهداء ثوابه لأحد أولياءالله وعباده الصالحين، ولم يشكّ فيه أحد حتى جاء ابن تيمية فزعم حرمة ذلك وشنّ الهجوم على المسلمين وقال: مَن نذر شيئاً للنبي أو غيره من الأنبياء والأولياء من أهل القبور، أو ذبح
ذبيحة، كان كالمشركين الذين يذبحون لأوثانهم وينذرون لها، فهو عابدٌ لغير الله، فيكون بذلك كافراً. 2
والرجل نظر إلى ظاهر أعمال الناذرين ولم يقف على نيّاتهم فهم ينذرون لله سبحانه ويقصدون إهداء ثوابه للنبي وغيره، فكلّ مَن ينذر لأحد من أولياء الله إنّما يقصد في قلبه النذر لله وإهداء الثواب لذلك الولي الصالح ليس إلاّ.
ومَن استخبر حال مَن يفعل ذلك من المسلمين، وجدهم لا يقصدون بذبائحهم ونذورهم للأموات - من الأنبياء والأولياء - إلاّ الصدقة عنهم وجعل ثوابها إليهم، وقد علموا أنّ إجماع أهل السُّنّة منعقد على أنّ صدقة الأحياء نافعة للأموات، والصلة إليهم، والأحاديث في ذلك صحيحة مشهورة.
ومنها: ما صحّ عن سعد أنّه سأل النبيّ(ص) وقال: يا نبي الله إنّ أُمّي افتلتت 3 وأعلم أنّها لو عاشت لتصدّقت، أفإن تصدَّقتُ عنها أينفعها ذلك؟
قال(ص): نعم.
فسأل النبيّ: أي الصدقة أنفع يا رسول الله؟
قال: الماء.