841. إنّ النبي نهى عن بناء المساجد، ولكن لا دليل على أنّ النهي تحريمي، بل يحتمل أن يكون نهياً تنزيهيّاً وهذا بالضبط
ما استنبطه البخاري في صحيحه حيث ذكر هذه الأحاديث تحت عنوان: باب ما يُكره من اتّخاذ المساجد على القبور. 1
ويشهد لهذا الحمل ما رواه النسائي من أنّ رسول الله(ص) لعن زائرات القبور، والمتّخذين عليها المساجد والسرج. 2
ومن المعلوم أنّ زيارة القبر للمرأة مكروه لا حرام، كيف وقد كانت فاطمة سيدة نساء العالمين تزور قبر عمّها حمزة في كلّ أُسبوع 3، وقد زارت السيدة عائشة قبر أخيها عندما وردت مكة المكرمة. 4
ومن حسن الحظ أنّ أئمّة أهل البيت فسّروا الرواية، وهذا هو أبو جعفر الباقر(ع) لمّا سأله زرارة بقوله: قلت له: الصلاة بين القبور؟ أجاب بقوله: «صل في خلالها ولا تتّخذ شيئاً منها قبلة، فإنّ رسول الله(ص) نهى عن ذلك، وقال: لا تتّخذوا قبري قبلة ولا مسجداً فإنّ الله تعالى لعن الذين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد». 5
المسألة الثالثة: حفظ آثار الأنبياء والسلف الصالح من قبورهم وبيوتهم وما يمتّ إليهم بصلة
ونحن في الوقت الذي نلقي فيه هذه المحاضرات نسمع أخباراً مؤسفة عن تفجير وهدم قبور الأنبياء كيونس(عليه السلام) في الموصل وغيره من قبور الأنبياء والأولياء، على يد عصابة شاذّة تربّت على يد مبلّغين تأثّروا بالفكر الوهابي، ونحن ندرس هذه المسألة الهامّة لنزيل الشبه عن فكر المسلمين عسى أن يبلغ ما نقوله إلى أفكار هؤلاء فيتوبوا إلى الله من أعمالهم الخاطئة.