30الإيمان والكفر، فلا هو مؤمن ولا كافر. وقد اشتهرت المعتزلة بهذا الرأي 1، وهو مردود بقوله سبحانه: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كٰافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَ اللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . 2
والآية بصدد الحصر، وقد بسطنا الكلام في نقد هذه النظرية في كتابنا «بحوث في الملل والنحل».
5. نظرية جمهور العلماء
الإيمان عبارة عن التصديق باللسان والإذعان بالجنان، وهذا هو الذي عليه جمهور المسلمين فلو أنّ النبي(ص) يقبل إيمان من صدّق باللسان فلأجل أنّه كان طريقاً إلى تصديقه بالجنان.
وها نحن نذكر شيئاً من عبارات القوم سنّة وشيعة، حتى يُعلم أنّ المتكلّمين من الفريقين على هذه النظرية.
قال عضد الدين الإيجي: الإيمان: التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة، فتفصيلاً فيما علم تفصيلاً، وإجمالاً فيما عُلم إجمالاً. 3
وقال التفتازاني: الإيمان: اسم للتصديق عند الأكثرين، أي تصديق النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فيما علم مجيئه به بالضرورة. 4
وقال الشريف المرتضى(المتوفّى 436ه-): إنّ الإيمان عبارة عن التصديق القلبي ولا اعتبار بما يجري على اللسان، فمن كان عارفاً بالله تعالى وبكلّ ما أوجب معرفته، مقرّاً بذلك ومصدّقاً فهو مؤمن. 5
وقال ابن ميثم: إنّ الإيمان عبارة عن التصديق اللبّي بالله تعالى، وبما جاء به رسوله من قول أو فعل، والقول اللساني سبب ظهوره،وسائر الطاعات ثمرات مؤكّدة له. 6