66عليه وسلم) بأنّه سيقع في أمته اختلاف كثير وتتشعب بهم الطرق والمناهج، وتكثر فيهم البدع والمحدثات وأمر المسلمين أن يعتصموا بكتاب الله، وأن يتمسكوا بسنته ويعضّوا عليها بالنواجذ. 1
هؤلاء وغيرهم كثيرون استدلوا بهذا الحديث.
وجه الاستدلال
قال ابن القيم: فقرن سنة خلفائه بسنته وأمر باتّباعها كما أمر باتّباع سنته وبالغ في الأمر بها حتى أمر بأن يعضّ عليها بالنواجذ وهذا يتناول ما أفتوا به وسنّوه للأمة وإن لم يتقدّم من نبيهم فيه شيء وإلا كان ذلك سنته ويتناول ما أفتى به جميعهم أو أكثرهم أو بعضهم لأنّه علّق ذلك بما سنه الخلفاء الراشدون، ومعلوم أنّهم لم يسنوا ذلك وهم خلفاء في آنٍ واحدٍ، فعلم أنّ ما سنه كلّ واحدٍ منهم في وقته فهو من سنة الخلفاء الراشدين. 2
وقال أحمد سلام السلفي بعد ذكره الحديث: فهذا هو المنهج الذي أمر به(صلي الله عليه وسلم) أمته عند وقوع الاختلاف والتفرق، التمسك بسنته وسنة خلفائه الراشدين. 3
نظرة أولية
يُروى هذا الحديث على أنّ النبي(صلي اله عليه وآله وسلم) قاله بعد صلاة الصبح وفي آخر عمره الشريف كما يفهم من قولهم: «كأنّها موعظة مودع» حيث وعظ الناس موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، والمفروض أن لا تُنسى مثل هذه الموعظة، وأن تروى وتصل للأمة الإسلامية على افتراض صحّة صدورها عنه(صليالله عليه وسلم) وعلى الرغم من وجود الصحابة، إذ يمكن القول إنّه كان يصلي خلف النبي الآلاف في آخر