47ثمانمائة للهجرة تقريباً إلى سنة 1150 هجرية، والحال أنّ الحديث ينصّ على استمرار وجود هذه الطائفة ظاهرة على الحقّ!
فهل يستطيع أحد أن يدلنا على مكان تواجد هذه الطائفة خلال فترة ثلاثة قرون و يذكر أعلامها وتراجمهم وكتبهم؟!
إنّ الحديث أكثر ما ينطبق على الشيعة الامامية، فهم موجودون على مرّ التاريخ من بعد النبي(صليالله عليه وآله وسلم)، وهم ظاهرون على الحقّ بما عندهم من قوة حجّةٍ مستمدّةٍ من كتاب الله وسنة رسوله. وقد وصفهم الحديث بأنّهم مخذولون «لا يضرهم من خذلهم» وهي صفة حسنة، وهذا منطبق عليهم، فأنّهم تبعاً لأئمة أهل البيت(عليهمالسلام) تعرضوا لشتّى أنواع البلاء، فهم منبوذون من قبل سائر المسلمين، وقد عاشوا مستضعفين ما بين مشرّد، أو محبوس أو قتيل، وكم من عالم ربّاني قدم حياته قرباناً لموالاته لأئمة العترة! والغريب أنّ هذا الظلم واقع من الحكام الظلمة وأعوانهم من مشايخ البلاط من المسلمين!
ومن هذا الخذلان التضييق عليهم واغتصاب حقوقهم، ومنعهم من شعائرهم في بعض البلاد ومصادرة كتبهم، كلّ هذا واضح للعيان وهو من أصدق مظاهر الخذلان، بعكس غيرهم من سلفية وأشاعرة، كدعم الحكام لهم وتسهيل أمورهم من معاشٍ وغيره مما لا يخفى على أحد. فهؤلاء لا يزالون محل عناية الحكام، فلم يكونوا يوماً مخذولين، فهنيئا لشيعة أهل البيت(عليهمالسلام) هذا الوصف «لا يضرهم من خذلهم» وهو كذلك لم يضرّهم، ولم يثنهم عن القيام بدورهم.
شبهة سلفية
قال أحدهم لي مستبعداً انطباق هذا النصّ على الامامية: «إنّ الامامية لا عزّة لهم ولا منعة ولا ظهور حتى العصر الحديث، بل في بعض مراحل التاريخ كان أصحاب