22
يرون ما يرون، ولكن أعجب الناس إيماناً قوم يجيؤون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني، أولئك إخواني». 1
فليس الصحابة أفضل إيماناً من غيرهم، بل الأفضل إيماناً هم أقوام في أصلاب الرجال يؤمنون بالمصطفى ولم يروه، وهذا وحده كافٍ لنقض معنى حديث خير القرون الذي تبناه الجمهور.
وقد كان حذيفة يغبط التابعين إذ آمنوا بالنبي ولم يلقوه، روى ابن عساكر عن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب أنّ رجلاً قال لحذيفة: نشكو إلى الله صحبتكم رسول الله(صليالله عليه وسلم) وأنّكم أدركتموه ولم ندركه ورأيتموه ولم نره! فقال حذيفة: ونحن نشكو إلى الله عزّوجلّ إيمانكم به ولم تروه والله لو تدري يا ابن أخي لو أدركته كيف يكون، لقد رأيتنا مع رسول الله(صليالله عليه وسلم) ليلة الخندق في ليلة باردة مطيرة وقد نزل أبو سفيان وأصحابه بالعرضة فقال رسول الله(صليالله عليه وسلم): «
من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم أدخله الله الجنة؟» ثم قال: «
من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم في الجنة يوم القيامة؟» ، فوالله ما قام منّا أحد. فقال: «
من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيقي يوم القيامة؟ »، فوالله ما قام منا أحد، فقال أبوبكر: يا رسول الله إبعث حذيفة، فقلت: دونك والله، فقال رسول الله(صليالله عليه وسلم): «
يا حذيفة »، فقلت: لبيك بأبي أنت وأمي، فقال: «
هل أنت ذاهب »؟ فقلت: والله ما لي أن أقتل ولكن أخشى أن أؤسر، فقال:
إنّك لن تؤسر »، فقلت: مرني يا رسول الله ما شئت. 2
وروى الحاكم عن عبدالرحمن بن يزيد قال: ذكروا عند عبدالله أصحاب محمد (صليالله عليه وآله) وايمانهم، قال: فقال عبدالله إنّ أمر محمد كان بيّناً لمن رآه، والذي لا