2الأكرم صلى الله عليه و آله .
مكّة هي مسقط رأس الرسول صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام والزهراء البتول عليها السلام .
تقع مكّة علىٰ إرتفاع (330) متراً عن سطح البحر، وتُحيط بها عدّة سلاسل من الجبال. تُقدّر المسافة بين مكة وميناء جدّة بحوالي (80) كم، وتتراوح درجات الحرارة فيها صيفاً وشتاءً بين (18 - 47) درجة مئوية فوق الصفر.
وبالرغم من أنّ هذه المدينة معروفة بقدسيتها منذ القدم، إلّاأنَّ ما هو معروف من تأريخها، باستثناء انشائها وتأريخها المعاصر، غير واضح تماماً. ذكرها القرآن الكريم بأنّها المكان الذي سُكِنَ أوّل ما سُكن من قِبَل إبراهيم وعائلته حيث لم يكن فيها لا زرع ولا ماء، حتىٰ سكنها قومٌ يُدعون بالعماليق واستولوا عليها وذلك في القرن الرابع الميلادي علىٰ أثر تزعزع الظروف الاجتماعية والاقتصادية في جنوب الجزيرة، فهاجر نتيجة لذلك أقوام من الجنوب الىٰ نقاط ونواحٍ اخرىٰ في شبه الجزيرة.
فسكن قوم يُعرفون ب «جُرهم» مكّة وأخذوا علىٰ عاتقهم تصريف الأمور الإدارية فيها. ثم سكنتها بعدهم قبيلة خزاعة وتسلطوا عليها. ثم جاء قصي بن كلاب الجد الأعلىٰ لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بقبيلة قريش، التي كانت تسكن آنذاك في أطراف مكّة وشعاب جبالها، جاء بها إلىٰ مكّة وأخذ بيده زمام امور المدينة وأسس فيها داراً للندوة، وذلك في القرن السادس للميلاد.
وكان دار الندوة هذا أول مجلس استشاري يُؤسس في جزيرة العرب كلها. ثم صار هذا المجلس بعد ذلك دار سُكنى للخلفاء والاُمراء. حتى آلَ بناؤه الس السقوط وصار جزءاً من المسجد ولم يبق له أثر بعد ذلك الى اليوم.
المسجد الحرام:
وهو إسم المسجد الذي يُحيط بالكعبة الشريفة من كلّ أطرافها ويعدّ أقدم وأشهر مسجد في تأريخ الإسلام.
ويذكر التأريخ أنَّ الناس في مكّة كانوا يشيدون دورهم بالقرب من الكعبة حتىٰ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله ثم امتنعوا عن ذلك في زمن الخلفاء، واُضيفت تلك المساحات الباقية الىٰ مساحة المسجد الكلّية حتىٰ وصل الىٰ وضعه الحالي ومساحته الحالي والبالغة حوالي (180/000) متر مربع. وبُنِيَت للمسجد اثنان وستون باباً كبيراً وصغيراً، فيها ثلاثة أبواب كبيرة أصلية وهي «باب العمرة» و«باب السلام» و«باب الملك عبد العزيز»، وتعلو كلاً من هذه الأبواب منارتان بارتفاع (92) متراً علىٰ قاعدة أبعادها (7 * 7) متر، وفوق كلّ منارة وُضِعَ شكل هلالي ارتفاعه (5/6) متر من البرونز المُذَهَّب. وتستقر سابع المنائر في المسجد علىٰ «باب الصفا». ويَسَعُ المسجد بمساحته الحالية حوالي خمسمئة ألف مُصلٍّ.
الكعبة الشريفة:
الكعبة بناءٌ مربّع ومسقَّف يَقع داخل المسجد الحرام، ويبدو منظرها الخررجي علىٰ شكل قطع أحجار رماديّة اللّون، يغطّيها طوال العام سِتارٌ أسود طُرِّزَت حاشيته العُليا بخيوط من الذّهب. يبلغ ارتفاع الكعبة الشريفة حوالي (15) متراً. ويبلغ طول ضلعها الغربي (حيث يعلوه الميزاب) (12 متراً ز(15) سانتيمتراً، والضلع الشرقي (15) متراً و(92) سانتيمتراً والضلع الجنوبي (10) أمتاراً و(25) سانيمتراً.
وتستقرّ باب الكعبة عند ضلعها الشرقي ويبلغ ارتفاعها عن الأرض مترين، حيث تكون مغلوقة طول العام