8ويجدر بالباحث الإسلاميّ أن يكون هدفه من وراء طرح كلّ مسألةٍ علميّةٍ هو طلب الحقّ والحقيقة، لا أن يرِد البحث وهو محمّلٌ بالقَناعات والأحكام المسبَقة المسلّمة لديه من دون أن يكون له الاستعداد لرفع اليد عنها؛ قال تعالى: (وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ) (سبأ: 24).
وقد بدأ معهد الحجّ والزياره مرحلةً جديدةً في باب الحوار والسؤال والردّ على الشبهات، متجنِّباً الإثارات المذمومة و حريصاً على استثارة العقول المفكّرة والنفوس الطالبة للحقّ، لتنفتح على الحقائق التى تقدّمها مدرسة أهل البيت عليهم السلام الرساليّة للعالم أجمع.
ونحن في هذه الدراسات نتوخّى أن نسير على جادّة الصواب و الإنصاف، وعدم الخروج والانحراف عنها، كما نتوخّى اعتماد الأدلّة النقليّة المعتبرة والمستندة إلى الكتاب والسنّة والتي يقبلها جميع علماء المسلمين بالإضافة إلى الأدلّة العقليّة المحكمة. وهذا هو الحجر الأساس في البحث و الاستدلال في هذا المضمار، ولابدّ أن نشير إلى أنّ هذه المجموعة من البحوث قد أُعدّت فى لجنةٍ خاصّةٍ من مجموعة من الباحثين الأفاضل، ونحن إذ نتقدّم بالشكر الجزيل لكلّ هولاء ونقدّم هذه السلسلة