26ولهذا نجد القرآن الكريم قد دأب على تسمية المشركين والكافرين بالظالمين، فقد قال تعالى: (وَ إِذْ قٰالَ مُوسىٰ لِقَوْمِهِ يٰا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخٰاذِكُمُ الْعِجْلَ) 1، وقال سبحانه: (وَ الْكٰافِرُونَ هُمُ الظّٰالِمُونَ) 2، وقال عزّ اسمه: (مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّٰهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْوٰاهُ النّٰارُ وَ مٰا لِلظّٰالِمِينَ مِنْ أَنْصٰارٍ) 3، وهكذا كثير من الآيات المباركة التي تسمّي المشرك والكافر ظالماً.
ومن وصيّة لقمان والتعبير فيها عن الشرك بالله تعالى بأنّه (ظلم عظيم ) ، نعرف أنّ للظلم مراتب عديدة أعظمها الشرك -ولكن لا يختصّ الظلم به - كما ورد التعبير القرآني عن كثير من المعاصي بالظلم، كالافتراء على تعالى بالكذب في قوله سبحانه: (وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرىٰ عَلَى اللّٰهِ كَذِباً) 4، والادّعاء الكاذب في قوله سبحانه: (وَ لاٰ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزٰائِنُ اللّٰهِ وَ لاٰ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لاٰ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ... إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظّٰالِمِينَ ) 5، وقتل النفس المحترمة بغير الحقّ ضمن قصّة ابنَي آدم في قوله سبحانه: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحٰابِ النّٰارِ وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ