43وعن داوود بن القاسم (أبي هاشم الجعفري)، قال:
قلت لأبي جعفر عليه السلام : لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار؟ فقال: «يا أبا هاشم، أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدركها ببصرك، وأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون؟! 1، إلى غير ذلك من الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في نفي الرؤية البصرية أو الاحاطة بكنه الذات المتعالية.
وربما اعترض أنّ الآيات والروايات إنّما تدلّ على عدم وقوع الرؤية، ومن ثمّ فهي أعمّ من المراد إثباته في عدم إمكان الرؤية.
وبعبارة أُخرى: عدم الوقوع أعمّ من عدم الإمكان، فربّما لايقع الشيء لكنّه ممكن، ومن هنا سلّمنا أنّ الآيات والروايات نفت الرؤية إلاّ أنّها لم تنف إمكان الرؤية، الأمر الذي ينقل البحث إلى وجوه الاستدلال العقلي على عدم إمكان الرؤية وامتناعها أساساً.
وأوّل ما يلحظ على هذا الكلام هو عدم دقّته، لأنّ فيما مررنا عليه من آيات وروايات وفرة كافية من الأدلّة على إثبات امتناع الرؤية وعدم إمكانها، كما تبدو هذه العناصر الاستدلالية واضحة في نصوص روائية أخرى كثيرة أعرضنا عن ذكرها