24هو تنزيه الله تعالى عن شوب الممكنات انطلاقاً من الأساس ذاته الذي اجتمع عليه البرهان والقرآن، وعبّر عنه القرآن بقوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، بمعنى أنّ العقل والنقل أو البرهان والبيان، يلتقيان عند أساس واحد في المسألة، كما يلتقي على الأساس نفسه القرآن والحديث، ليتحوّل ذلك إلى إطار تنزيهيّ واسعٍ ومكثّف يحيط الذات الإلهية، لكن مع فارق أنّ النصوص الروائية تبلغ المدى الأقصى في إشباع المسألة من جوانبها المتعدّدة وتستوفي أبعادها المختلفة عبر تطبيقات واسعة، فعن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال:
«إنّ يهودياً يقال له (سبحت) جاء إلى رسول الله (ص) ، فقال: يا رسول الله! جئت أسألك عن ربّك، فإن أنت أجبتني عما أسألك عنه وإلا رجعت، قال: سل عما شئت، قال: أين ربّك؟ قال: هو في كلّ مكان وليس في شيء من المكان المحدود، قال: وكيف هو؟ قال: وكيف أصف ربّي بالكيف والكيف مخلوق والله لا يوصف بخلقه» 1.
وعن عيسى بن يونس، قال:
قال ابن أبي العوجاء لأبيعبدالله عليه السلام في بعض ما كان يحاوره: ذكرت الله فأحلت على غائب، فقال أبو عبد الله: «ويلك كيف يكون غائباً من هو مع خلقه شاهد، وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ويرى أشخاصهم ويعلم أسرارهم؟»، فقال ابن أبي العوجاء: أهو في كل