١۵بعدما رفع أهل الشام المصاحف على رؤوس الرماح يدعون إلى حكم الله قال الإمام علي عليه السلام: «عباد الله إنّي أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكنّ معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن وإنّي أعرف بهم منكم صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً فكانوا شر أطفال وشر رجال، إنّها كلمة حقٍّ يُراد بها باطل، إنّهم والله ما رفعوها أنّهم يعرفونها ويعملون بها ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعةً واحدة، فقد بلغ الحقُّ مقطعه، ولم يبق إلاّ أن يُقطع دابر الذين ظلموا». فجاءه زهاء عشرين ألفاً مقنّعين في الحديد شاكي السلاح، سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت - جباههم من السجود، يتقدمهم مِسعر بن فدكيّ، وزيد بن حصين، وعصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج من بعد، فنادوه باسمه لا بأمرة المؤمنين: يا عليّ، أجب القوم إلى كتاب الله إذ دُعيت إليه، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابنَ عفّان، فوالله