28 المفهوم إزاء الرجل مع أنّه في مرتبة وجودية واحدة مع المرأة، لأنّ الولود وإن كان مفهوماً كمالياً للمرأة، إلاّ أنّ مفهومَ النقص بالنسبة إلى الرجل لا يعدّ عدماً له، لأنّ الولادة ليست من شأنه.
فهذا الضرب من المفاهيم الكمالية التي ترتبط بمرتبة وجودية معيّنة، لا يصدق هو الآخر على الواجب سبحانه.
نعم، المفاهيم التي تحكي كمالاً مطلقاً في كلّ مرتبة من مراتب الوجود - كالعلم والقدرة والحياة - يمكن اطلاقها على الحقّ تعالى، فهذه المفاهيم عامّة تنطبق على عالمنا المادّي وعلى غيره، فليست الحياة كمالاً لموجود في مرتبة خاصّة، بل هي كمال مطلق يعمّ كلّ مراتب الوجود.
حدود المفاهيم
إنّ للمفهوم حدوداً لا يتخطّاها حتّى مع التجريد والتطهير، فعندما نطلق مفاهيم الحياة والعلم والقدرة على الله سبحانه فإنّها تبقى محدودة مهما جرّدت، وتبرز محدوديتها بتعبيرها عن معناها وعدم انطباقها على غيرها، فعلى سبيل المثال فإنّ مفهوم الحياة لايتضمّن القدرة والعلم، كما أنّ مفهوم العلم لا يتضمّن الحياة والقدرة، بل إنّ كلّ واحد من هذه المفاهيم يحكي معناه ويعبِّر عنه وحسب.
حتى تقييد هذه المفاهيم بقرينة من قبيل (علم لا كالعلوم) و