22والحاصل أنّ نظرية التشبيه والتجسيم تتعارض مع البراهين العقلية، وتصطدم بجلاء مع النقل، كما أنّها غير معقولة في نفسها.
المعطّلة
تتلخّص نظرية المعطلة في أنّ مفهوم الصفات وألفاظها وإنْ كان يصدق على الحقّ تعالى كما نطقت بذلك الآيات الكريمة الكثيرة، لكن لا يجوز الولوج في معرفتها، والآيات التي ساقوها هي من المتشابهات.
وقد انطلقت هذه النظرية كردّ فعل فكريّ على نظرية المشبّهة حيث وقفت على الطرف المقابل، فآمنت بإثبات الصفات والأفعال، بيدَ أنّها لاذت بتعطيل العقل الإنساني عن إدراكها ومعرفتها.
يؤمن أنصار هذه النظرية بأنّ الله عالم، بيد أنّهم لا يتوغّلون في معرفة هذا العلم، بل لا يفكّرون به مطلقاً، إنّما يكتفون بتصوّر أوّلي يفيد إثبات الضدّ، ليكون معنى عالم أنّه غير جاهل، وهكذا بالنسبة للصفات الأخرى وما يدخل في منظومة الفكر التوحيدي من معارف.
ويدخل ضمن إطار التعطيل إرجاع صفاته تعالى الذاتية إلى السلبية، يعني إذا وصفنا الله تعالى بصفات الذات كالعلم