435
فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ اَلْهَدْيِ .
أصل الحصر، الحبس، و منه يقال للّذي لا يبوح بسرّه «حصر» لأنّه حبس نفسه عن البوح، و المعروف انّ لفظ الحصر مخصوص بمنع العدو إذا منعه عن مراده و ضيّق عليه، و ربما يستعمل في مطلق المانع و يقال: أحصر بالمرض و حصر بالعدو.
و على ذلك فالمحصر عليه التحلّل بالذبح، و لا يتحلّل قبل الذبح كما قال سبحانه فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ اَلْهَدْيِ أي ما تيسّر منه، و قيل الهدي جمع الهدية كالتمر جمع التمرة، و المراد من الهدي ما يهدى إلى بيت اللّٰه عزّ و جلّ تقرّبا إليه، أعلاه بدنة، و أوسطه بقرة، و أيسره شاة.
3. لا يتحلّل قبل الذبح
إنّ المحصر يتحلّل بالذبح، فلا يتحلّل من الإحرام حتّى ينحر أو يذبح.
قال سبحانه وَ لاٰ تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتّٰى يَبْلُغَ اَلْهَدْيُ مَحِلَّهُ و أمّا ما هو المراد من المحل؟ فهناك أقوال ثلاثة:
أ. الحرم فإذا ذبح به في يوم النحر أحل.
ب: الموضع الذي يصد فيه، لأنّ النبي نحر هديه بالحديبية و أمر أصحابه ففعلوا مثل ذلك، و ليست الحديبية من الحرم.
ج: التفصيل بين المحصر بالعدو، و المحصر بالمرض. فالأوّل يذبح في المحل الذي صدّ فيه، و أمّا الثاني ينتظر إلى أن يذبح في يوم النحر.