60هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام، فقال: ناد أن الله تعالى قد جعله علماً لم يكن ليذهب به فاستقروا وكان موضع المقام الذي وضعه ابراهيم(عليه السلام) عند جدار البيت فلم يزل هناك حتى حوّله أهل الجاهلية الى المكان الذي هو فيه اليوم فلما فتح النبي(ص) مكة ردّه الى الموضع الذي وضعه ابراهيم(عليه السلام) فلم يزل هناك الى أن ولى عمر بن الخطاب فسأل الناس من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل: انا قد كنت أخذت مقداره بنسع 1 فهو عندي فقال: إئتني به فأتاه به فقاسه، ثمّ ردّه الى ذلك المكان. 2
107 وفي العلل : أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد؛ وعلي ابن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن موسى بن قيس بن اخي عمار بن موسى الساباطي، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى، عن ابيعبد الله(عليه السلام) او عن عمار، عن سليمان بن خالد، عن ابي عبد الله(عليه السلام) قال: لما أوحى الله تعالى الى ابراهيم(عليه السلام) ان اذن في الناس بالحج اخذ الحجر الذي فيه اثر قدميه وهو المقام فوضعه بحذاء البيت لاصقا بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم، ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره الله تعالى به فلما تكلّم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه فقلع ابراهيم(عليه السلام) رجليه من الحجر قلعاً فلما كثر الناس وصاروا الى الشر والبلاء ازدحموا عليه فرأوا ان يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت، فلما بعث الله تعالى محمداً(ص) ردّه الى الموضع الذي وضعه فيه ابراهيم(عليه السلام) فما زال فيه حتى قبض رسول الله(ص) وفي زمن ابي بكر وأول ولاية عمر، ثم قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيّكم يعرف موضعه في الجاهلية؟ فقال له رجل: انا اخذت قدره بقدر قال: والقدر عندك؟ قال: نعم، قال: فأتِ به فجاء به فأمر بالمقام فحمل وردّه الى الموضع الذي هو فيه الساعة. 3