48يدعونه الأمين. فلما انتهوا 1 إلى موضع الحجر أراد كل بطن من بطون قريش أن يَليَ وَضْعَه موضعه. فاختلفوا في ذلك، ثم اتّفقوا على أن يحكّموا في ذلك أوّل من يطلع عليهم، فكان ذلك رسول الله(ص)، فقالوا: هذا الأمين، قد طلع، فأخبروه الخبر، فانتزع(ص) إزارَه 2 ووضع الحجر فيه، وقال: يأخذ من كلّ بطنٍ من قريش رجل بحاشية الإِزار وارْفَعُوه معاً، فأعجبهم ما حكم به، وأرضاهم وفعلوا، حتى إذا صار إلى موضعه وَضَعَهُ فيه رسول الله(ص). 3
68 وفي الفروع : عدَّةٌ من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير، عن أبي عليّ صاحب الأنماط، عن ابان بن تغلب قال: لمّا هدم الحجّاج الكعبة فرَّق الناس ترابها فلمّا صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حيّة فمنعت النّاس البناء حتّى هربوا فأتوا الحجّاج فأخبروه فخاف أن يكون قد منع بناءها فصعد المنبر، ثمَّ نشد الناس وقال: أنشد الله عبداً 4 عنده ممّا ابتلينا به علم لما أخبرنا به، قال: فقام إليه شيخ فقال: إِن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إِلى الكعبة فأخذ مقدارها، ثمَّ مضى فقال الحجّاج: من هو؟ قال: عليّ بن الحسين(عليه السلام) فقال: معدن ذلك فبعث إِلى عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما فأتاه فأخبره ما كان من منع الله إِيّاه البناء، فقال له عليّ بن الحسين(عليه السلام): يا حجّاج عمدت إِلى بناء إِبراهيم وإِسماعيل فألقيته في الطريق وانتهبته كانّك ترى أنّه تراث لك اصعد المنبر وأنشد الناس أن لا يبقى أحدٌ منهم أخذ منه شيئاً إلّا ردَّه، قال: ففعل فأنشد الناس أن لا يبقى منهم أحدٌ عنده شيء إلّا ردَّه قال: فردّوه فلمّا رأى جمع التراب أتى عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما فوضع الأساس وأمرهم أن يحفروا قال: فتغيّبت عنهم الحيّة وحفروا حتّى انتهوا إِلى موضع القواعد، قال لهم عليّ بن الحسين(عليه السلام): تنحّوا فتنحّوا فدنا منها فغطّاها بثوبه، ثمَّ بكى، ثمَّ غطّاها بالتراب بيد نفسه، ثمَّ دعا الفعلة فقال: ضعوا بناءكم،