42عبدالمطلب لغلمانه: ادعوا لي ابني. فجيء بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لي ابني فجيء بأبي طالب فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لي ابني. فجيء بعبد الله ابي النبي(ص)، فلما اقبل اليه قال: اذهب يا بني حتى تصعد أبا قبيس، ثم اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أي شيء يجيء من هناك وأخبرني به.
فصعد عبد الله ابا قبيس فما لبث ان جاء طير أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على ابي قبيس، ثم صار الى البيت فطاف به سبعا، ثم صار الى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله الى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بني ما يكون من امرها بعد فأخبرني به، فنظرها فاذا هي قد اخذت نحو عسكر الحبشة، فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا الى العسكر فخذوا غنائمكم.
قال: فأتوا العسكر وهم امثال الخشبة النخرة 1 وليس من الطير الّا ما معه ثلاثة احجار في منقاره ورجليه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير ولم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب الى البيت فتعلق بأستاره وقال:
يا حابس الفيل بذي المغمس
حبسته كأنه مكوكس في مجلس تزهق فيه الانفس
فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة:
طارت قريش اذ رأت خميسا
59 وفي جامع الاحاديث :نقلا عن كنز الكراجكي، اخبرني شيخي ابو عبد الله الحسين ابن عبيد الله بن علي الواسطي رضي الله عنه، قال: اخبرني ابو محمد هارون بن موسى