18أبيض اللون مُشرباً حُمْرة، أدعج العين سبط الشعر، كثّ اللحية، سهل الخد، ذا وفرة، دقيق المسرُبة، كأنَّ عنقه إبريق فضَّة، له شعر من لبّته إلى سُرّته، يجري كالقضيب، ليس في بطنه ولاصدره شعر غيره، شَثن الكفّ والقدم، إذا مشى كأنَّما ينحدر من صَبب، وإذا قام كأنَّما ينقلع من صخر، إذا التفت التفت جميعاً، كأنَّ عرقه في وجهه اللؤلؤ، ولريح عَرَقه أطيب من المسك الأذفر، ليس بالقصير، ولا بالطويل، ولا بالعاجز، ولا اللئيم، لم أرَ قبله ولا بعدهمثله (ص). 1
كنز العمال: كتاب الشمائل، باب في حليته(ص).
قال: عن أبي هريرة قال: توفّي رسول الله(ص) يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوَّل، فلمّا كان صبيحة الخميس، إذا نحن بشيخ قد جاء فقال: أنا حبر من أحبار بيت المقدس، فقال: يا علي، صف لي صفات رسول الله(ص) كأنّي أنظر إليه، فقال(ع):
بأبي وأُمّي، لم يكن بالطويل الذاهب، ولا بالقصير، كان ربعة من الرجال، أبيض مُشرباً حُمْرة، جعد المَفرق، شعره إلى شحمة أذنيه، صلت الجبين، واضح الخدَّين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سبط الأظفار، أقنى الأنف، دقيق المسرُبة، مفلَج الثنايا، كثَّ اللحية، كأنَّ عنقه إبريق فضَّة، كأنَّ الذهب يجري في تراقيه، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، شثن الكفَّين والقدمين، له شعراتٌ ما بين لبّته وصدره تجري كالقضيب، لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها، يفوح منه ريح المسك، إذا قام غمر الناس، وإذا مشى فكأنَّما يتقلع من صخرة، إذا التفت التفت جميعاً، وإذا انحدر فكأنَّما ينحدر في صبب، أطهر الناس خلقاً وأشجع الناس قلباً، وأسخى الناس كفَّاً، لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله أبداً.
قال الحبر: يا علي، إنِّي أصبت في التوراة هذه الصفة، وقد أيقنتُ أنْ لا إله إلّا الله وأنَّ محمّداً رسول الله. 2