12إلى وطنه و هو حزين لمارآه من مظلوميّة أهل البيت(عليهم السلام)، و تتوارث الأجيال هذا الأسى، و هي تنتظر اليوم الذي يتحوّل فيه البقيع إلى مقرّ لنشر علوم و معارف أهل البيت(عليهم السلام)، و تكريم أصحاب الرسول المنتجبين.
يعود تاريخ مقبرة البقيع إلى العصر الجاهلي قبل الإسلام، و لكن الوثائق و المستندات لا تكشف بوضوح عُمر هذه المقبرة، و متى بدأ الناس يدفنون موتاهم فيها؟
و تكشف المصادر التأريخيّة عن أنّ أهل المدينة كان يدفنون موتاهم قبل الهجرة في مقبرتي «بني حرام» و «بني سالم»، و كان البعض يدفن موتاه في منزله. 1
و تكشف المصادر التأريخيّة أيضاً عن أنّ مقبرة البقيع كانت مقبرة المسلمين فقط، و قد بدأ المسلمون يدفنون موتاهم فيها بعد هجرة المسلمين إلى المدينة، ثمّ دفن في هذه المقبرة بمرور الزمان العديد من الصحابة و التابعين، و أيضاً زوجات النبيّ وبناته و أبنائه و أهل بيته، فأصبحت للبقيع بعد ذلك أهمّيّة خاصة. 2
و بصورة تدريجيّة اهملت المقابر السابقة و تحوّلت إلى خرابات، ثمّ زال أثرها. 3
وجاء في الروايات الشريفة: أنّ النبيّ(صلى الله عليه و آله) قصد هذه المقبرة بأمر الله عزّ و جلّ و سلّم على المدفونين فيها، وطلب من الله لهم الغفران. 4