11
خزانة التأريخ الإسلامي
البقيع ليس مجرّد مقبرة فحسب، بل هو مقرّ تراث الإسلام و خزانة تأريخه، و تحوي هذه البقعة قبور أربعة من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، و قبور زوجات النبيّ(صلى الله عليه و آله) و بناته و بعض أبنائه، و بعض الصحابة و التابعين، و عمّات النبيّ(صلى الله عليه و آله)، و هي تضمّ رفات زهاء عشرة آلاف شخص من أبرز شخصيّات التاريخ الإسلامي.
و البقيع - على الرغم من عظمته و مكانة لدى المسلمين - يعيش الغربة و المظلومية، و كلّ زائر يقصد المدينة المنورة و يقع بصره على هذه المقبرة، يعتصر قلبه حزناً و أسىً عند مشاهدته لمظلوميّة أهلالبيت(عليهم السلام)، و تسيل دموعه على خدّيه من دون اختيار، و لو كان بوسع الحُجّاج أن يعبّروا عن مشاعرهم لصرخوا بأعلى صوتهم: لماذا تظلمون الإسلام و تظلمون أهل بيت رسولالله(صلى الله عليه و آله) عن طريق محاربتكم لآثارهم؟
أن جميع امم العالم تمجّد تراثها الوطني و تحترمه، و تشيّد رمزاً لجنودها المجهولين، ولكن هؤلاء يمنعون حتى عن وضع حجر عادي على قبور من قام الإسلام على أيديهم.
و كلّ حاجّ يغادر المدينة المنورة فإنّه يغادرها بقلب يعصره الألم، و يعود