51بالانحراف في متقلّبات الحياة فإنّ هذه الآية لاتشمله.
فما أكثر الذين أُوتُوا الآيات الإلهيّة في بداية حياتهم، ولكنّهم انتهوا إلى طاعة الشيطان في عاقبتهم فكانوا من الخاسرين، كما قال تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطٰانُ فَكٰانَ مِنَ الْغٰاوِينَ (الأعراف: 175)
ولم يستثن الله تعالى أحداً من هذه القاعدة، بل حتّى أولئك الذين بشّرهم بالجنّة في الآيات المذكورة، حيث أنذرهم بأنّ أعمالهم قد تحبط إن لم يوقّروا النبيّ](صلى الله عليه و آله)[ فقال:
(يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لاٰ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ ) (الحجرات: 2) إذن، واستناداً لهذه الآية الكريمة، فإنّ أيّاً من السابقين الأوّلين، أو الذين اتّبعوهم لو تجاسر على النبيّ(صلى الله عليه و آله) فسيحبط عمله، وينتفي عنه ذلك الوعد الإلهي بسبب ما صدر عنه من عمل قبيح.