64ولولا ما نؤثر من صيانة العلم الذي أعلى الله أمره، وشرّف قدره ونزّهه أن يخلط به نجاسات أهل الزيغ وقبيح أقوالهم ومذاهبهم. لذكرت من ذلك ما فيه عبرة للمعتبرين.
وروى عن طلحة بن مصرف قال: لولا أنّي على طهارة لأخبرتكم بما تقوله الرافضة.
وهذه اللغة المتطرِّفة ورثها ابن تيمية عن ابن بطّة فيما بعد، واستخدمها في مواجهة خصومه من الشيعة وغيرهم، وتلقّفها منه الوهّابيّون ليشكّلوا بها أزمة في واقع المسلمين اليوم.
وفي الختام نستعرض لبابين تحت عنوان:كفر تارك الصلاة ومانع الزكاة، وإباحة قتالهم وقتلهم، وذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج عن الملّة.
وقد حشد ابن بطّة كعادته العديد من الروايات التي تقول بكفر تارك الصلاة والزكاة، والتي تكفّر على أساس ذنوب هي من صنع الروايات ولا أساس لها في القرآن.
وفيما يتعلّق بالصلاة والزكاة جاء برواية تقول:
ما بين العبد والشرك أو الكفر ترك الصلاة.
وأُخرى تقول: أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم.
وفيما يتعلّق بالذنوب المكفّرة جاء بالروايات التالية:
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
مَن أتى عرّافاً أو كاهناً فصدّقه فقد كفر بما أُنزل على محمّد.
ثلاثٌ هنّ من الكفر بالله: النياحة، وشقّ الجيوب، والطعن في النسب.
المراء في القرآن كفر.
مَن قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما.